دليلك لاختيار أفضل أنظمة التدفئة وأسعار الدفايات في الأردن

تعتبر التدفئة من أهم الأمور التي نفكر بها جميعاً كل عام قبيل حلول فصل الشتاء، حتَّى إن كنا قد اعتدنا على نمط تدفئة معين لا بد أن معظمنا سيفكر بفاعلية هذا النمط كل شتاء وسيسمع الكثير من نصائح المجربين. لذلك سيقدم لكم موقع لبيب عرضاً تفصيلياً لأنماط وأسعار أنظمة التدفئة المنزلية في المنطقة العربية. مع توضيح الإيجابيات والسلبيات لكل نمط منها، لكي تتمكنوا من اختيار المدفأة الأنسب لكم بعد قراءة هذه المادة.

لن نتحدث كثيراً عن التدفئة المركزية لأن هذا الخيار يتم اعتماده عادةً في مرحلة البناء وقبل التشطيب، ما يعني أن إضافته لاحقاً ستكون مكلفة للغاية وتتطلب عدَّة ورشات لتقوم بإعادة تهيئة البناء لاستيعاب مكونات نظام التدفئة المركزية، لكن عموماً قد ترغبون بمعرفة المزيد عن هذا النمط من التدفئة.
لا يعتبر نظام التدفئة المركزية جديداً؛ فقد اعتمده الرومان في الحمامات التي ما تزال قائمة في بعض مناطق الشرق الأوسط، حيث كان يعتمد النظام الروماني على وجود خزان ماء فوق موقد. ويتم نقل الماء الساخن من خلال أنابيب داخل الجدران وبالتالي يتم نقل الحرارة إلى الغرف. وقد تم استخدام النظام ذاته في التدفئة المركزية الحديثة التي تعمل على الماء الساخن.
أما الأنماط الأخرى فهي تعمل بالبخار أو بتسخين الهواء. وتكون وحدة التسخين في غرفة مخصصة لها، كما تعمل بأنواع مختلفة من الوقود أبرزها الزيت والخشب إضافة إلى الكهرباء والطاقة الشمسية.
ومن مميزات هذا الشكل من التدفئة أنه الأكثر أماناً وفاعليةً، بالإضافة إلى كونه اقتصادي في الاستهلاك خاصة في الوحدات السكنية الكبيرة. علماً أنَّه غالباً ما يكون مشترك للبناية كلها التي تكون معدَّة مسبقاً لهذا النمط. وتدخل تدفئة الأرضيات ضمن عائلة التدفئة المركزية.
كما أنَّ هناك أشكال مختلفة لإصدار الحرارة، حيث يتم تثبيت الشوفاج أسفل جدار الغرفة بالنسبة لأجهزة التدفئة التي تعمل بالماء أو الزيت الساخن، فيما يتم تثبيت فتحة التدفئة في السقف أو الجدران بالنسبة للتدفئة بالهواء الساخن أو البخار. [1]

هناك عدد كبير من أشكال الدفايات الكهربائية التي تعتبر من أكثر الدفايات شيوعاً خاصة في الدول التي توفر طاقة كهربائية رخيصة. ويمكن أن نحصر مدافئ الكهرباء بنوعين أساسين، المدافئ التي تعمل على إصدار الحرارة ومدافئ الهواء الساخن.
تعمل المدافئ الكهربائية العاكسة أو المشعة على تسخين سلك حراري يقوم بإصدار حرارة مرتفعة. وغالباً ما يكون هذا السلك داخل أنبوب زجاجي معد خصيصاً لنقل الحرارة. كما تكون خلفية هذه الأنابيب من المعادن العاكسة للضوء والتي تساعد في توزيع الحرارة.
عند شراء المدافئ الكهربائية لا بد من الانتباه إلى استطاعتها وعدد الإسطوانات أو الأنابيب الحرارية. وأهم ما يجب البحث عنه هو ميزة الأمان، حيث تقوم المدفأة بقطع الطاقة عن الأسلاك الحرارية في حال ميلان جسمها أكثر من المعقول. ويساعد ذلك على تفادي حدوث الحرائق.
أمَّا مدافئ الهواء الساخن الكهربائية (المروحة أو التيربو) فهي ذات فاعلية أقل وحجم أصغر غالباً. وستكون مناسبة جداً لوضعها تحت المكتب بقصد تدفئة الأقدام، وهي أكثر أماناً بالطبع. كما يتاح لكم الخيار في الحصول على مدفأة كهربائية تعمل بكلتا التقنيتين في آنٍ معاً مع زيادة بسيطة في السعر. ويتراوح سعر المدافئ الكهربائية في الأردن بين 20 و115 دينار أردني، وتعتبر رخيصة نسبياً.

على الرغم من فعالية التدفئة بالغاز من حيث القدرة الحرارية ومعدل الاستهلاك، لكن هذا النمط أقل رواجاً من التدفئة الكهربائية. وذلك لأنه يحمل مخاطر أعلى من جميع أنماط التدفئة الأخرى تقريباً، ويحتاج إلى حذر مضاعف من المستخدم تجنباً للحوادث.
تعمل مدافئ الغاز على إصدار الحرارة من خلال الاحتراق المباشر. وذلك إما بإصدار اللهب ضمن حجرة تسخين، أو بإشعال اللهب ضمن وشيعة تسخين. وفي كلتا الحالتين تصدر مدفأة الغاز حرارة كافية لتدفئة الغرف المتوسطة شريطة إغلاق الأبواب، وهنا تكمن المشكلة.
تنطوي جميع أشكال التدفئة على أخطار متفاوتة لكن أغلبها تتعلق بالحرائق. ومع مدفأة الغاز يعتبر خطر الاختناق بانبعاثات الاحتراق أمراً يجب التفكير به دائماً. وهذا يعني ضرورة ترك منافذ دائمة أو مؤقتة للتهوية. ما يعني بالتالي تسرب الحرارة خارجاً ودخول الهواء البارد.
تنخفض تلك المخاطر طردياً مع اتساع مساحة المكان، لذلك يعتبر الغاز خياراً مثالياً للتدفئة في الأماكن المفتوحة أو شبه المفتوحة مثل الترّاسات والحدائق. وهناك تصميمات خاصة للتدفئة في الهواء الطلق. كما أنَّ إبقاء أسطوانة الغاز بعيدة عن المدافئ التي لا تحتوي على مكان مخصص للأسطوانة أمر بالغ الأهمية.
تحتوي مدافئ الغاز عادة على مكان مخصص لوضع أواني الطبخ أو أوعية إعداد المشروبات الساخنة كنوع من زيادة كفاءة استهلاك الطاقة. وعموماً يتراوح سعر مدافئ الغاز الطبيعي في الأردن بين 50 150 دينار أردني.

هناك ثلاثة أنواع رئيسية من مدافئ الزيت وغالباً ما يتم الخلط بينهما في التسمية، على الرغم من الفرق الكبير بالشكل وآلية العمل:

مدافئ المازوت

يُعرف المازوت الذي يسمى أيضاً زيت التدفئة بأنّه من مشتقات النفط الخفيفة القابلة للاشتعال، ويستخدم كوقود في سيارات الديزل. تعتمد دفايات المازوت على الاحتراق المباشر لهذه المادة ضمن حجرة اختراق يتم تصميمها لتأمين التهوية المناسبة وطرد الدخان الناتج عن الاحتراق من فوهة المدخنة. ويتم تزويد المدفأة بالوقود من خلال خزان ثابت أو قابل للإزالة، ويمكن ضبط الحرارة من خلال ضبط تدفق الوقود.
تتميز مدفأة المازوت بقوة الحرارة التي تولدها، لذلك سنجدها مستخدمة في المناطق الباردة في الشرق الأوسط وخاصة بلاد الشام. وهي ذاتها المستخدمة في تسخين الماء للحمامات، كما أنّها ذات تصميمات مختلفة وأسعار متفاوتة؛ حيث يبدأ سعر مدفأة المازوت في الأردن من 30 دينار أردني، ويمكن أن يصل إلى 115 دينار أردني حسب التصميم.
أهم مساوئ هذه المدفأة أنَّها تحتاج للتنظيف بشكل دوري من الشحار أو الهباب، كما تتطلب وجود مداخن سلفاً. لكنها آمنة نسبياً بالنسبة للبالغين ويجب الانتباه جيداً للأطفال الصغار لأنَّ أغلب تصميماتها تفتقر لعناصر حماية الأطفال وتكون مصادر الحرارة مكشوفة تماماً.

مدافئ تسخين الزيت

تعمل أغلب مدافئ تسخين الزيت بالاعتماد على الكهرباء بتقنية مختلفة تماماً عن مدفأة المازوت، وزيت التدفئة المستخدم فيها يختلف عن الديزل المستخدم في دفايات المازوت. فهو أقرب بلونه لزيت محركات السيارات، كما أنَّ هذا الزيت لن يحترق فهو حامل حراري وليس مصدراً للحرارة بذاته.
يتميز زيت التدفئة بقدرته على التخزين الحراري والاحتفاظ بالحرارة، كما يتميز بدرجة غليان مرتفعة تصل إلى 300درجة مئوية. مما يجعله قابلاً للتسخين مع الحفاظ على حالته السائلة. ويعتمد المبدأ على دوران ذلك الزيت ضمن حجرات معدنية ليقوم بتسخين هيكل المدفأة. والتي تحتوي بدورها على حساس حراري يقوم بإيقاف التسخين أوتوماتيكياً ضمن مجال تحكم يدوي أو إلكتروني. وهذه التقنية ذاتها تستخدم في التدفئة المركزية كبديل عن الماء. يبلغ سعر مدفئة تسخين الزيت في الأردن حوالي 70 دينار أردني بالمتوسط.

مدافئ الكاز

تعمل مدفأة الكاز عن طريق اشتعال الفتيل. وتعتبر من المدافئ الرائجة في الأردن وفلسطين وبعض مناطق المملكة العربية السعودية. فهي اقتصادية وذات قدرة حرارية مرتفعة. وتبدأ هذه المدفأة بالعمل إما بالإشعال اليدوي أو الأوتوماتيكي عندما تكون مزودة ببطارية ونظام إشعال. ويكون متوسط استهلاك النوعيات الجيدة منها حوالي 0.3 وحتَّى 0.8 ليتر في الساعة.
تحتاج مدافئ الكاز إلى تنظيف الفالة وتبديل الفتيل بشكل دوري حسب نقاء الوقود وكثافة الاستخدام. كما أنَّ معظمها مصمم لحمل أوعية الطبخ لزيادة الاستفادة من الوقود. يتراوح سعر مدفأة الكاز في الأردن بين 20 و210 دينار أردني.

ما تزال هناك خيارات أخرى في التدفئة مثل استخدام مكيفات الهواء أو مدافئ الحطب. لكن بطبيعة الحال تعتبر الأنماط التي ذكرناها هي الأبرز، ولا بد من التفكير جيداً قبل الوصول إلى القرار النهائي بشأن نظام التدفئة المنزلية.
أولاً ستتحكم أسعار الطاقة والوقود ووفرة أنواع معينة منها في بلادكم بنوعية المدفأة الأكثر توفيراً. أما من ناحية ثمن المدفأة نفسه فهو مرن إلى حد بعيد كما لاحظتم. لكننا لا ننصح باللجوء إلى الأنواع الرخيصة التي قد تحتوي عيوباً خطيرة في التصنيع كتسرب الوقود أو رداءة الأسلاك.
من جهة ثانية لا بد من التفكير بتوافق مساحة المكان مع نوع نظام التدفئة. حيث تستخدم التدفئة الكهربائية لمساحات ضيقة ومغلقة أو كتدفئة مساعدة ضمن نظام أوسع. فيما تعتبر مدافئ المازوت والغاز أكثر قدرة على خدمة المساحات الواسعة. ولا ننسى أن تدفئة الغاز تحتاج إلى ظروف تهوية خاصة لتجنب خطر الاختناق.
أخيراً يجب أن تبحثوا دائماً عن معايير الأمان خاصة في حال وجود أطفال في المنزل. ووجود تقنيات الأمان وحده لا يكفي بل لا بد من توفر المراقبة من الأهل والحذر الشديد تجنباً لأي حوادث قد تنتج عن أنظمة التدفئة المنزلية.

قبل استخدام المدفئة الكهربائية يجب الالتزام بالتعليمات التالية:

• أن تكون ذات جهد 220 فولت وألا تتجاوز قدرتها عن 2500 واط.
• التأكد من وجود زر أمان على المدفأة يعمل على إطفائها في حال سقوطها.
• مراعاة وجود حاجز لحماية الأطفال من ملامسة مصدر الحرارة بشكل مباشر.
• التأكد من وجود ضمان لسنتين على المدفأة.

إن اتباع الإرشادات السابقة من شانه أن يقلل من خطر حدوث الكوارث والحوادث في المنازل، ولكن بالطبع يجب أن يقترن هذا مع عدة تدخلات يقوم بها الأهل أيضاً، وتشمل:

• وصل المدافئ الكهربائية بأسلاك صالحة للاستخدام وغير مكشوفة.
• منع الأطفال من اللعب في محيط المدفأة ومراقبتهم دائما أثناء تواجدهم بجانبها.
• اختيار مكان مناسب للمدفأة دون أن تعيق الحركة مع التأكد من عدم عرضتها للسقوط أيضاً.
• التأكد من إبعاد المدفأة عن الستائر والأثاث والمواد القابلة للاشتعال.
• عدم استخدام المدفأة للطهي أو تجفيف الملابس.
• التأكد مراراً وتكراراً من إطفاء المدفأة قبل الخلود إلى النوم.
• تجديد هواء المنزل باستمرار واستبداله.